المدير Admin
عدد المساهمات : 94 تاريخ التسجيل : 16/05/2008
| موضوع: مجالس اهل العلم الكبار لابي عبد الخالق (( مرحبا لنتدارس العلم الصحيح)) العدد 1 الخميس سبتمبر 04, 2008 12:03 pm | |
| بسم الله الرحمان الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف المرسلين وتتواصل صحائف الفقير الى الله ابي عبد الخالق هنا دروس علمية سلفية بحتة لكبار اهل العلم متكررة ومتواصلة نتذاكر معا للتعلم والتفقه في الدين وحبذا ان تتابعوا الدروس فهي مفيدة جدا نسال الله الاخلاص في القول والعمل انبه الاخوان ان الفقرة المضللة بالاصفر هي المتن والباقي تحت الخط شرح الشيخ لها المتن :كتاب السنة المؤلف :الامام المبجل احمد بن حنبل رحمه الله الشارح :العلامة عبد العزيز الراجحي حفظه الله
كتاب السنة مقدمة بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، وصلَّى الله وسلَّم وبارك على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
ففي هذه الدورة إن شاء الله سوف نشرح كتاب السنة للعالم الفاضل الحنبلي، أبي محمد الحسن بن علي بن خلف البربهاري نسبةً إلى الأدوية التي تجلب من الهند والمتوفى سنة ثلاثمائة وتسع وعشرين هجرية، وهو من علماء القرن الرابع والقرن الثالث الهجري.
هذه الرسالة سماها المؤلف -رحمه الله- (شرح السنة)، والسنة: هي ما جاء به الرسول -عليه الصلاة والسلام- من الوحي الثاني عن الله عز وجل، وهي تشمل مسائل الاعتقاد ومسائل الفقه، قال -عليه الصلاة والسلام- في الحديث الصحيح: ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه فالسنة وحي ثان، وقال الله عز وجل: وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى .
والسنة عند العلماء القدامى تشمل قول النبي -صلى الله عليه وسلم- وفعله وتقريره، وتشمل الواجب والمستحب، وقد اصطلح المتأخرون من الفقهاء وكذلك الأصوليون على تسوية السنة للمندوب والمستحب، ومراد المؤلف -رحمه الله- بـ " شرح السنة " يعني ما جاء به الرسول -عليه الصلاة والسلام- من مسائل الاعتقاد والإيمان والجنة والنار ومسائل الفقه أيضا، ويشمل ما ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- من قوله أو فعله أو تقريره؛ ولهذا كما سيبين المؤلف -رحمه الله- يقول: السنة هي الإسلام، والإسلام هو السنة، وقد قال الله –تعالى- في كتابه العظيم: وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا .
وقد ثبت في صحيح البخاري أن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- جاءته امرأة، وكان قد بين -رضي الله عنه- قال: لعن الله النامصة والمتنمصة، وما لي لا ألعن من لعن الله! فجاءت امرأة فقالت: إنك تقول إن لعن النامصة في القرآن، وإني قرأت ما بين اللوحين فلم أجد فيه ما ذكرت من لعن النامصة، فقال -رضي الله عنه- إن كنتِ قرأتِه فقد وجدتِه، أما تقرئين قول الله تعالى: وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وقال سبحانه: قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ .
فالسنة وحي ثانٍ، ومن أنكر السنة وزعم أنه لا يعمل بها وأنه لا حاجة به إليها فهو كافر بإجماع المسلمين، من أنكر العمل بالسنة أو حجية السنة أو قال: إنه لا حاجة به للسنة فهو كافر -نسأل الله السلامة والعافية- وهو ذاهب الدين، من زعم أنه لا يحتاج إلى السنة فليس بمسلم وليس عنده دين، كما قال وفصل وبين أن السنة هي التي توضح المشكل من القرآن، وهي التي تقيد العام.. تقيد المطلق، وهي التي تخصص العام.
ففي القرآن العظيم وجوب الصلاة، لكن ليس فيه بيان عدد الصلوات، وأنها خمس صلوات في اليوم والليلة، وإن كان قد يؤخذ هذا من قوله –تعالى- إجمالا: وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ وليس في القرآن بيان عدد ركعات صلاة الظهر، ولا عدد ركعات صلاة العصر، ولا عدد ركعات صلاة المغرب، ولا عدد ركعات صلاة العشاء أو صلاة الفجر في القرآن.
أوجب الله الزكاة، لكن ليس في القرآن بيان اشتراط وجوب النصاب واشتراط الحول، في القرآن بيان وجوب الحج، وليس فيه تفصيل المناسك: من أنه يجب على الإنسان أن يقف بعرفة في اليوم التاسع، وأنه ركن الحج الأعظم، ويجب أن يبيت بمنى والمزدلفة وأن يرمي الجمار.
فمن يزعم أنه لا يحتاج إلى السنة فلا دين له، كما سيأتي أن السنة تقضي على القرآن والقرآن لا يقضي على السنة؛ لأن المعنى أنها تخصص العام، تقيد المطلق؛ ولهذا العلماء يؤلفون الكتب في العقائد، مسائل الإيمان، ودخول الأعمال في مسمى الإيمان، ويسمونها السنة، شرح السنة، كما ألف الإمام أحمد رحمه الله، السنة للإمام أحمد والسنة لابن عبد الله والسنة لابن أبي عاصم وهنا المؤلف شرح السنة.. وهكذا.
المقصود: أن السنة.. أن هذا الاسم عام يشمل مسائل الإيمان ومسائل التوحيد، ويشمل الفروع والأصول؛ ولهذا فإن المؤلف -رحمه الله- في هذا الكتاب ذكر جملا كثيرة من مسائل التوحيد والإيمان، وجملا كثيرة من مسائل الفقه، وهذه المسائل والموضوعات كثيرة جدا، ولو أردنا أن نتوقف طويلا عند كل مسألة لما تجاوزنا الصفحة الأولى من الكتاب، أو لما تجاوزنا مسألة أو مسألتين، ولكننا إن شاء الله نتكلم على كل مسألة بما يغلب على الظن أن فيه فائدة، ونحاول أن نأتي على جميع المسائل بحول الله وقوته، مع بيان وإيضاح المراد باختصار غير مخل؛ حتى تعم الفائدة إن شاء الله تعالى.
ونسأل الله أن يرزقنا الإخلاص في العمل، والصدق في القول، ونعوذ بالله من فتنة القول كما نعوذ به من فتنة العمل، ونسأله -سبحانه وتعالى- أن يثبتنا وإياكم على دينه القويم؛ إنه ولي ذلك وهو القادر عليه، وصلَّى الله وسلَّم على عبد الله ورسوله، على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
[size=24]استحقاق الله للحمد اقرأ: القارئ تفضل ـ بسم الله الرحمن الرحيم قال المؤلف رحمه الله تعالى: الحمد لله الذي هدانا للإسلام ومَنَّ علينا به، وأخرجنا في خير أمة، فنسأله التوفيق لما يحب ويرضى، والحفظ مما يكره ويسخط.
--------------------------------------------------------------------------------
قال المؤلف رحمه الله: "الحمد لله الذي هدانا للإسلام" بدأ هذا المؤلف هذه الرسالة بـ "الحمد لله" اقتداء بالكتاب العزيز؛ فالله –تعالى- افتتح كتابه بـ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ و(الحمد) هو الثناء على المحمود بالصفات والنعم المتعدية مع حبه وإجلاله، بخلاف الثناء على المحمود بالصفات الثابتة الملازمة التي لا تتعدى، فإنه يسمى مدحا ولا يسمى ثناء.
فالثناء على المحمود بالصفات الاختيارية التي يفعلها باختياره يسمى ثناء، والثناء عليه بالصفات الملازمة التي لا تكون له بالاختيار يسمى مدحا ولا يسمى حمدا، والحمد أكمل من المدح؛ فأنت تمدح الأسد بأنه قوي العضلات ولا يسمى هذا حمدا؛ لأن هذه صفات ثابتة كلها، وتمدح الرجل بالكرم والشجاعة والإحسان فيكون هذا حمدا؛ لأن هذه الصفة اختيارية فقط.
والله تعالى له جميع المحامد ملكا واستحقاقا؛ فهو -سبحانه وتعالى- له العبودية والألوهية على خلقه أجمعين، وما بالعباد من نعمة فمن الله: وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ فالله –تعالى- هو المحمود بما اتصف به من الصفات العظيمة، وبما أنعم به على عباده سبحانه وتعالى.
فجميع أنواع المحامد كلها لله ملكا واستحقاقا؛ ولهذا افتتح الله تعالى كتابه العزيز بـ: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ثم قال سبحانه: الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ثناء بعد ثناء، قال المؤلف رحمه الله: "الحمد لله الذي هدانا للإسلام" وهذه من النعم المتعدية "الحمد لله الذي هدانا للإسلام"، قال تعالى عن أهل الجنة: إنهم إذا دخلوا الجنة قالوا: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ .
فهذه من النعم العظيمة التي يحمد بها الرب عز وجل، فلولا هداية الله لنا للإسلام لما كنا مهتدين، لكنه هدانا سبحانه وتعالى، فنحمده سبحانه وتعالى على نعمة الإسلام، ونسأله أن يثبتنا عليها حتى الممات.
والإسلام هو الاستسلام لله تعالى بالتوحيد، الخضوع والذل والانقياد لله تعالى بالتوحيد وأداء الأوامر والانتهاء عن النواهي، الاستسلام هو الانقياد والذل والخضوع، وسمي دين الإسلام إسلاما لما فيه من الاستسلام والانقياد لأوامر الله -عز وجل- والانتهاء عن نواهيه، فالمسلم منقاد مستسلم لأمر الله خاضع ذليل، فالإسلام هو الاستسلام لله تعالى بالتوحيد والانقياد له بالطاعة والخلوص والبراءة من الشرك وأهله؛ ولهذا قال المؤلف رحمه الله: الحمد لله الذي هدانا للإسلام ومن علينا به.
ولا شك أن الله تعالى هو الذي منَّ علينا، والإنسان ليس له حق على الله، والعباد ليس لهم حق على الله، لكن الله هو الذي تفضل عليهم وأنعم عليهم، الله تعالى له النعمة وله الفضل، فنحمده –سبحانه- أن هدانا للإسلام ومنَّ علينا بالإيمان، كما قال الله -سبحانه وتعالى- في ضعفاء الإيمان في سورة الحجرات: يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لَا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ .
ثم قال المؤلف رحمه الله: "وأخرَجَنا في خير أمة" يعني: فنحمد الله على هذه الأمور، نحمد الله أن هدانا للإسلام، ونحمد الله أن منَّ علينا بالإسلام، ونحمد الله أن أخرجنا في خير أمة، وهي أمة محمد صلى الله عليه وسلم، جعلنا من خير أمة أخرجت للناس كما قال الله عز وجل: كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ .
وهذه الخيرية إنما حصلت لهذه الأمة بهذه الصفات: بالإيمان بالله ورسوله، وبالأمر بالمعروف وبالنهي عن المنكر. فمن حقق هذه الصفات حصلت له الخيرية، ومن ضيع هذه الصفات فاتته الخيرية، كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ بأي شيء؟ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ والأصل هو الإيمان بالله، وهو أصل الدين وأساس الملة، ولكن قدم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لأهميتهما وعظم شأنهما، ولأنهما قوام الدين؛ فلا يقوم الدين إلا بالأمر والنهي.
الدين كله أمر ونهي، فأنت تأمر نفسك بالخير وتنهاها عن الشر، وتأمر غيرك بالخير وتنهاه عن الشر، تأتمر بالأوامر، تأمر نفسك بالأوامر وتنهى نفسك عن النواهي، وتأمر غيرك بالأوامر وتنهى عن النواهي، فالدين كله أمر ونهي؛ ولهذا قدم الله تعالى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في هذه الآية -وإن كان الإيمان بالله هو أصل الدين وأساس الملة- لعظم شأنهما: كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ .
ثم قال المؤلف رحمه الله: "فنسأله التوفيق لما يحب ويرضى، والحفظ مما يكره ويسخط" هذا من نصح المؤلف -رحمه الله- لطالب العلم، فهو يعلمك وينصحك ويدعو لك، وهو سأل لنفسه ولإخوانه وللطلبة: "نسأله التوفيق لما يحب ويرضى" يعني: نسأل الله أن يوفقنا لما يحب ويرضى، والذي يحبه ويرضاه هو ما شرعه في كتابه وعلى لسان رسوله، يحب -سبحانه وتعالى- من عباده أن يعبدوه ويوحدوه ويخلصوا له العبادة، ويمتثلوا الأوامر ويجتنبوا النواهي، هذا هو الذي يحبه ويرضاه.
"ونسأل الله التوفيق" يعني: الإعانة، الإعانة الإلهية، التوفيق هو إعانة يخص الله بها المؤمن، والتوفيق من الله والإعانة من الله، والإعانة هذه نعمة دينية خص الله بها المؤمن دون غيره، حبب إليه الإيمان وكره إليه الكفر والفسوق والعصيان، كما قال سبحانه وتعالى: وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَنِعْمَةً .
فالمؤمن له نعمة دينية، لله عليه نعمة دينية خصَّه بها دون الكافر، فلولا الإعانة من الله لما اهتدى المهتدون؛ ولهذا سأل المؤلف -رحمه الله- الإعانة والتوفيق من الله، "فنسأله -سبحانه- التوفيق" يعني: الإعانة "لما يحب ويرضى" من الأقوال والأعمال، يعني: يفعل المسلم ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال، ويترك ما ينهاه ويسخطه من الأقوال والأعمال؛ ولهذا قال: "والحفظ مما يكره ويسخط" يعني: نسأل الله أن يحفظنا مما يكره ويسخط، وهي النواهي وأعظمها الشرك بالله عز وجل، ثم العدوان على النفس في الدماء، والعدوان على النفس في الأموال، والعدوان على النفس في الأعراض.
هذا دعاء عظيم جعله المؤلف -رحمه الله- في مقدمة هذه الرسالة بعد حمد الله والثناء عليه، سأل ربه التوفيق والإعانة الدينية لما يحبه ويرضاه له ولإخوانه ولطلبة العلم وللمؤمنين جميعا، سأل لنفسه وللمؤمنين التوفيق والإعانة لما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال، والحفظ مما يكرهه الله ويسخطه من الأقوال والأعمال، ثم بعد ذلك شرع المؤلف -رحمه الله- في تفاصيل مسائل السنة، نعم. [/size] | |
|